محمد الرياني
محمد الرياني
لاأعرف إن كانت تتذكر أنني كدت أن أسبب لها تعاسة يوم العيد ،كانت طفلة جميلة ، حزنت كثيرا ولمت نفسي عندما رفضت طلبها ،جاءت لتشتري حذاء للعيد ، ضربت بيدها الصغيرة رجلي الممدة على السرير وأنا نائم ،قمت مفزوعا ،ضحكت علي وأستار العيد توشك أن تنفتح،هممت أن ألقي عليها غضب النوم الذي لم تدعني أكمله،فتحت لها دكاني الذي يبيع كل شيء بلا تنظيم ،قلت لها لايوجد عندي على مقاسك حذاء ،ومع هذا طاوعتها وبحثت فلم أجد ،قالت ببراءة :اذهب واشتر لي من المدينة ،قلت المدينة مرة واحدة ! عسى خلفتك ونسيتك ،قالت :أرجوك ..أرجوك، بدا لسانها حلوا كطعم العسل ومع هذا لم أفعل ، لا أعرف كيف سيمر عليها العيد وهي بلا حذاء؟ حضر العيد وجاء الصغار يعيدون علينا ،زهرات صغيرات مررن علينا ،كانت هي أجملهم ،فستانها الأحمر ،ربطة شعرها البيضاء ،تسريحتها المذهلة،الباقيات لم يلفتن نظري ، تذكرت كلمتها أرجوك ..أرجوك،ومبسمها الصغير الذي يقول كعب ..كعب للعيد ، لم تلبس حذاء يوم العيد ،رأيت ذلك وهي تقترب مني وتقبل رأسي ،بكيت حتى سالت دموعي على فستانها وأنا ممسك بيدها الصغيرة،أجلستها إلى جواري ،ناديت على ابنتي الصغيرة لتسلم على قرينتها ،جاءت بلا حذاء، كانت تحمله في علبته ، وضعته أمامنا ، من حسن حظي أنها لم تقل :لم يأت على مقاسي ،شهقت الصغيرة صاحبة الفستان الأحمر،كعب… كعب ، قلت لها: هذا لك ،لبسته وإذا هو على قدميها وأنا أمسح دموعي ودموعها من الفرح ، ناولتها حبة الحلوى ،تركتني يوم العيد وأنا أفكر كيف أكسو ابنتي بغيره؟