
جازان اليوم بقلم : رهام مدخلي
منذ وُجد الإنسان على هذة الأرض وتشكل وعيه وارتبط بمجتمعه يتأثر ويؤثر ويتفهم ويفهم ويتأمل ويأمل..
وهناك نوع من الكلمات ترتبط في ذهنه ارتباط سلبي بشكل أو بآخر للوهلة الأولى ويغفل عن مدى رحابة الكلمة واتساع أفقها
كلمة السقوط على سبيل التأمل..
وبهذا الصدد سأذكر تجربة طريفة قام بها أحد رواد الفضاء يدعى
‘ ديفيد سكوت ‘ والذي كان من أوائل الذين هبطوا على سطح القمر..
حيث قام برمي ريشة ومطرقة في الوقت نفسه ليختبر أيهما يسقط أولاً ولاحظ أن كلاهما يسقط في ذات الوقت لأن سطح القمر يفتقر إلى الغلاف الجوي..
ولكن بطبيعة الحال الأمر يختلف تماماً إذا قمنا بذات التجربة على سطح الأرض وفي الظروف العادية حيث الجسم الأخف سوف يأخذ وقتاً طويلاً إلى أن يسقط والجسم الأثقل سوف يسقط سريعاً بحسب مقاومة الهواء..
ولأن نظرية السقوط الحُر تؤكد أن
سقوط الجسم هو السقوط باتجاه الأرض من دون التأثير عليه بقوة أخرى غير القوة المكتسبة من الجاذبية الأرضية..
وبالتالي كلمة السقوط سوف تتخذ معنى مُغاير للمعنى المتعارف عليه ومن هنا أقول :
لا شأن بما تجذبه إليك الأرض من أفهام مُفبركة وتصورات خاطئة وحقائق مُزيفة المهم أن تسقط بتأثيرك الخاص وليس بتأثير أي قوى أخرى من الآخرين..
ما دُمت تعرف نفسك وتؤمن بها
لا شيء أجمل من أن تسقط في ذاتك سقوطاً حُراً لتسمو بذاتك إلى العُمق الذي تمنحه الأنا العليا وكيفما يكون النبع في داخلك سيكون العلو بغض النظر عن إسقاطات الواقع
فعندما تحل عليك نعمة المشاعر الفارهة ستتحول كل الأشياء العادية في عُرف الجميع إلى معاني وارفة وهلُمَّ نسقط.