من الأودية الجميلة في منطقة جازان : وادي ( لية ) الذي يجمع بين الرعي والزراعة ، فالجهات الشرقية من وادي لية يُطْلقُ عليها ( الحباطة ) وبعض كبار السن يسميها ( الحُقْبة ) وهي الجهة الواقعة بين الجبال العالية وسهول تهامة ، وتمتاز بكثرة الأمطار والسيول مقارنةً بغيرها من الجهات الغربية من الوادي ، كما تكثرفيها الأشجار والحشائش المفيدة لرعي المواشي ، فمن الحشائش المفيدة لرعي الأغنام والأبقار : السُّحَم ، الإيْبَد ، السُّعَيْد ، الإفْليق ، ومن الأشجار المفيدة لرعي الإبل : الأراك ، السِّدْر ، الحُصار، الرَّين ، الثُّمام ، الإكْرير، كما توجد بوادي لية أشجارأخرى كالأثل ويوجد بكثرة في مجراه وعلى ضفتيه في الجهة الغربية منه ( من جنوب قرية المطقطقة إلى مجرى الوادي الواقع بين مُجْعُروالجاضِع والركوبة وصامطة ) وأما أشجار البُرْدي والسَّلَم والسمروالحُصار، والغِلِف والحَلَص والسَّلَع والريدة فتوجد في الجهات الشرقية من الوادي ، وبكثرة حول قرى : القفل ، وأم التراب ، والراحة ، وقد كان الناس قديما ( يُنَجِّعون ) أي : يذهبون بمواشيهم إلى أماكن الرعي الكثير في موسم الخريف حيث تَخْضَرُّ الأرض وتكثر المراعي في جهات ( الحباطة ) .
وأما المزارعون في وادي لية فيستخدمون سدودا ترابية تُسمى ( العقوم ) ليُحوِّلوا مياه سيول الوادي إلى أراضيهم الزراعية لسقيها ، ثم تفتح هذه ( العقوم ) بعد ري الأرض، ويعود الماء إلى مجراه الطبعي في الوادي ، ويستفيد منه مزارعون آخرون في الجهات الغربية من الوادي ( وهو عُرْفٌ سائد لدى الآباء والأجداد ) وإلى هذا العصر، وأهم عقوم وادي لية : 1- عقم القفل وهوأشهرُها وأكبرُها ؛ حيث تُسْقى منه أراضٍ كثيرة يُقدَّرُ مُسَوَّدُها بحوالي ( 70 ) سبعين قائمة ، والمُسَوَّدُ : هو عُرْفٌ زراعي قَبَليٌ يعني مقدارَ الأرض التي تُسقى من هذا العقم ، والقائمة هي : مُصطلحٌ مساحيٌّ زراعي تعني مجموعةً من المعاود وتساوي ( 20 ) عشرين معادا ، عند أهل عقم القفل وخاصة في الجزء الشرقي من أراضيه ( من قريتي اللقية وشعب آل دهمي إلى موقع عقم القفل ) حيث تُقدَّرُ كلُّ قائمة بعشرين معادا ، وربما لكل جهةٍ تقديرها في عدد معاود كل قائمة ، ويحمل عقم القفل بالماء إلى الجهة الجنوبية من الوادي وتُسقى منه أراضي : القفل وشعب آل دهمي واللقية وقائم اللقية والحقلة .
ومن عقوم وادي لية كما ورد في كتاب : ( صامطة الأرض والإنسان ص 28 – 29 ) : 2- عقم الوتد وتسقى منه أراضي الوتد. 3 – عقم أبوحجر الأعلى وتسقى منه أراضي أبوحجر الأعلى ،. 4 – عقم الخمسين وتسقى منه أراضي أبوحجر الأسفل والجاضع وقائم الخمسين. 5 – عقم الثمانين وتسقى منه اراضي الجاضع وقائم الخمسين ، وهذه العقوم تحمل بالماء إلى شمال مجرى الوادي .
6 – عقم الميلة وتسقى منه أراضي اللقية والكَدَرَة .
7 عقم الحَزَر الأعلى المشهور بعقم (حسين مساوى ) ، وتسقى منه أراضي : الكدرة واللقية وقائم اللقية .
8 – عقم طراد المشهور بعقم ( محمد يحي إدريس ) وتسقى منه أراضي قائم الصملة وبعض أراضي اللقية .
9 - عقم الحَزَر المشهور بعقم ( موسى ) وتسقى منه أرضي الجاضع وصاحب البار ومجعر من جهة لية
9 – عقم الحزَر الأسفل المشهور بعقم ( مديش ) وتسقى منه أراضي الجاضع وصاحب البار ومجعر من جهة لية ، وهذه العقوم تحمل بالماء إلى الجهة الجنوبية من الوادي .
10 - عقم الدفاع وتسقى منه أراضي الركوبة ، ويحمل بالماء إلى الجهة الشمالية من الوادي .
11 – عقم المُكَحَّل ، وقد أفادني الشيخ / عبدالله أحمد حميدي مدخلي مساء الإثنين 12/ 8/ 1338هـ في اتصال هاتفي معه بأنَّ وادي المغيالة يلتقي مع وادي لية غرب قرية مجعر بحوالي كيلو مترٍواحد حيث يجمعهما عقم المُكَحَّل الذي يحمل بالماء إلى جهة الغرب وتسقى منه الأراضي الزراعية التابعة لصامطة والجردية والجرادية ، فإذا فُتِحَ عقمُ المُكحَّل فإن السيل يتجه جنوبا إلى جهة الخضراء والطرشية ، ويسقي الأراضي الزراعية التابعة لها ، ثم يتجه غربا ليلتقي مع وادي تعشر شرق قرية الحضرور وجنوب غرب قرية الجرادية .
والمزارعون في وادي لية كغيرهم في وديان جازان يزرعون : الذرة الرفيعة بأنواعها الأبيض ويسمى ( الزيدية ) والأحمر ويسمى ( الحمرية ) والشهلاء وتسمى ( الشاحبي ) كما يزرعون أيضا السمسم والحبحب ولكنه بشكل قليل ، ويزرع بعضهم على المضخات الخضار مثل : الفجل والملوخية والباميا والباذنجان والجرجير والقوار، وخاصة شمال وغرب قرية اللقية ، كما توجد بعض المزارع على المضخات في وادي لية جنوب أبي حجر والجاضع والركوبة وصامطة والجردية والجرادية ، وشمال صاحب البار ومجعروالخضراء والطرشية ، وتهتم بقصب الذرة ( علف ) بشكل أساسي وبعضهم يزرع فيها العبنبرود ( الباباي ) وبعض الخضار بشكل يسير .
0وأخيرا فإن المزارعين في وادي لية وفي غيره من وديان منطقة جازان بحاجة إلى دعم ومؤازرة من الجهات الحكومية ذات العلاقة ، وإلى توعية من الخبراء الزراعيين ، وإلى جرأة وطموح من أصحاب الأموال والشركات الزراعية لاستثمار هذه الوديان زراعيا ، وكان الله في عون الجميع 0
وللحديث بقية عن وادي لية- إن شاء الله تعالى - والله الموفق .